ثقافة

البلاء ودوره التكاملي

بسم الله الرحمن الرحيم {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ} – الأعراف – صدق الله العلي العظيم⠀

البلاء يُقصد به هنا ما يشمل الأمرين، الابتلاء والامتحان وما يشمل العذاب الذي ينزله الله على أمةٍ كذّبت وكفرت. فسَّر البعض البأساء في الآية السابقةِ بما يطال الجانب المادي كالفقر مثلًا، والضراء ما يطال الجسد كالمرض. فالله سبحانه وتعالى حينما يأخذ أهل هذه القرية ذلك لأنهم يعيشون الرفاهية والرخاء يطغون وينسون دينهم لذ الله سبحانه وتعالى يريد منهم الرجوع.

سنة الإهلاك⠀

هو العذاب الذي يُرسله الله على أقوام الأنبياء ليَهلكوا، وسنة الإهلاك يؤكدها القرآن في أكثر من موضع }فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا{ / فاطر، هذه السنة لها عدة إيجابيات على نفس المؤمن منها: ⠀
1- تزرع في نفس المؤمن الطمأنينة. ⠀
2- يعرف المؤمن أنه في قطار الأنبياء واستمرارية للدين والشرائع.⠀
3- القوانين الحاكمة مبنية على إلهٍ واحدٍ لا تتبدل تجري على الأمم واحدة تلو الأخرى.

القرآن الكريم يربِط الأعمال بالحوادث

الأعمال الفردية إما تكون حسنة أو سيئة وعلى مستوى الأمة إما أعمال مُحسنة أو مُسيئة، يترتب على هذه الأعمال آثار وحوادث إيجابية وسلبية حسب نوع العمل. فلو أن الأمة كذّبت بالرسل وكفرت وظلمت وكلها أعمال سيئة تحصل سنة الإهلاك، والأمة لو تمسكت بالدين وأمرت بالمعروف ونهت عن المنكر فُرشت الأرض بأنواع الخيرات لهم. ⠀

يستشكل البعض أن بعض العقوبات منشأها طبيعي كالزلازل، وهو إشكالٌ فلسفي يمكن الإجابة عنه على النحو التالي: أنهم لم يُميّزوا بين السبب العرضي والسبب الطولي. الله تبارك وتعالى بحركة البشرية التكاملية عندما يعرضها انحراف يضر بمسيرة الكمال إن لم يقوى الأنبياء على إزالته أنزل الله عقوبة تزيل هذا الأمر وهي منسجمة مع النظام الكوني.⠀

أليس العذاب النازل على الأمة ظلمٌ لها؟

في وجود الجزاء والعقوبات لابد أن يكون أحدهما ظلم، إما الفعل ظالم يستوجب العقوبة أو من عاقب يكون الظالمٌ، {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ۖ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} – هود ٰ-

أسباب نزول العذاب

لأن الله يريد أن يرث الصالحون للأرض، فإذا انحرفوا أو أفسدوا يُهلكهم الله.

  • أمثلة للفساد:
  1. – الاستهزاء بالرسل.
  2. التكذيب.
  3. الكفر والفسوق.
  4. المكر والظلم للأنبياء.
  • نماذج من الأمم السابقة:
  1. قوم نوح: كذّبوا النبي وظلموه.

{وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً ۖ وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا} – الفرقان –

2. قوم نوح: كذّبوا النبي وظلموه.

{وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً ۖ وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا} – الفرقان –

3. قوم هود: كذّبوا النبي وظلموه.

{فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} – فصلت –

4. قوم صالح: كذّبوا النبي وظلموه.

{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)} – الشمس –

وقت العذاب يُحدّده الله سبحانه وتعالى بحكمته

{وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ} – الحجر –

  • السبب:

– الاستدراج. ٰ

الابتلاء

الابتلاء يشمل الجميع من ظُلامٍ ومؤمنين ولحكمةٍ في ذلك.
عن أمير المؤمنين عليه السلام: قال إن البلاء للظالم أدب، وللمؤمن امتحان، وللأنبياء درجة، وللأولياء كرامة.

– التضرع لله بصدق.
– تمحيص الذنوب.
– لا يركنوا للدنيا.
– محبة الله.


ملخص الليلة السابعة من شهر رمضان المبارك ١٤٤١ هـ | سماحة الشيخ هاني البناء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى