ثقافة

المناجاة الشعبانية.. دراسة تحليلية لمقاطعها الملكوتية

وقفة سندية

جهة الصدور عن المعصومين (ع): لم ترد بعنوان المناجاة الشعبانية بل وردت بأنها مناجاة في شعبان، وإن لم تردنا بسند متصل ولكن راويها أحد العلماء المعروفين.

ومضمونها يدل على صدورها، وهذا طريق يعتمده العلماء لإثبات الرواية أو الدعاء، وقد تعامل العلماء مع المناجاة الشعبانية بأنها صادرة عن المعصومين.

خصائص المناجاة

  1. عبارات رقيقة وألفاظ لطيفة، خطاب جميل مع الله سبحانه، وتكرر فيها لفظ إلهي أكثر من أربعين مرة، (إلهي لم يزل برك عليّ أيام حياتي فلا تقطع برك عني في مماتي) عبارات دالة على الخضوع لله والاستعطاف.
  2. فصاحة وبيان جميل.
  3. تسلسل الأفكار، من الطلب حتى العروج إلى الله.
  4. سبك بلاغي من التشبيهات والتصويرات (كأني بنفسي واقفة بين يديك).
  5. عمق المعاني، ويمكن التعبير عنها بأنها دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين.
  6. مع عمق معانيها إلا أن المعاني واضحة لا غموض فيها.
  7. الشمولية في الدعوات، لم تقتصر على الجانب الأخلاقي أو طلب المغفرة بل احتوت على مضامين الأدعية الأخرى.
  8. الإلحاح والإصرار على الله بقبول العذر والتوبة (إلهي اعتذاري إليك اعتذار من لم يستغن عن قبول عذره) (كيف أنقلب من عندك محروما وقد كان حسن ظني بك أن تقلبني بالنجاة مرحوما).

مراحل تسلسل المناجاة

  • التمهيد: هو حالة الوقوف بين يدي الله، الاستعداد لمخاطبته.
  • المرحلة الأولى وفادة إلهية: إلهي كأني بنفسي واقفة بين يديك…
  • المرحلة الثانية الإلحاح: إلهي اعتذاري إليك اعتذار من لم يستغن عن قبول عذره…
  • المرحلة الثالثة الاعتراف: إلهي وقد أفنيت عمري في شرة السهو عنك…
  • المرحلة الرابعة الاستعطاف: إلهي انظر إلي نظر من ناديته فأجابك…
  • المرحلة الخامسة العروج: بعدما يتذلل العبد بين يدي الله يقول: إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك.

اللهم صل على محمد وآل محمد

في الروايات حث كثير للصلاة على النبي وآله، عن النبي (ص): أكثروا الصلاة علي فإن صلاتكم علي مغفرة لذنوبكم.

وسر التوكيد على الصلاة في البداية بأن هذا نظام عقلائي إذ يبدأ السائل بما يحبه المسؤول ثم يطلب حاجته، ولا شيء أحب إلى الله من محمد وآل محمد.

وقفة مع أول فقرة من المناجاة

( واسمع دعائي إذا دعوتك…)

تعبير متكرر في الأدعية، وصفة السميع أي أن الله عالم بالمسموعات، والمراد بسماع الدعاء هو الاقبال والتوجه إليّ، وإن كان الإنسان بالنسبة إلى الله كمثل الحشرة التي تصدر رنينا فقط حتى تقول أنها موجودة كما يقول بعض العلماء.

قيدت العبارة بـ (إذا دعوتك) لأن الانسان ربما يكون داعيا بالشكل فقط، ولذلك عندما سأل أحدهم الإمام بأننا ندعو فلا يستجاب لنا فقال له الإمام: لأنكم تدعون من لا تعرفون.


  • سماحة السيد ياسين الموسوي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى