ثقافة

أمن العمليات

إن نجاح العمليات الجهادية وتحقيق أهدافها منوط بأمرين:

الأول: أن يتم تنفيذها بإحكام حتى تكون أكثر إيلاما للعدو.

الثاني: أن تستمر.

والأمر الأول تتكفل به الإجراءات العسكرية في تنفيذ العملية، أما الثاني فإن للإجراءات الأمنية المتبعة في التنفيذ دور مهم في الحفاظ على استمرارية العمليات، لأن الجانب الأمني يحفظ المقاومين ويقطع خيوط الوصول إليهم ويبعدهم عن الخطر، وبهذا يتمكنون من تنفيذ العمليات مرات ومرات.

الإجراءات الأمنية في تنفيذ العمليات لها ثلاث مراحل نذكرها تباعا:

1. قبل التنفيذ.

2. أثناء التنفيذ.

3. بعد التنفيذ.

المرحلة الأولى: قبل التنفيذ

1. لابد من معرفة الهدف معرفة تفصيلية من طريقة حركته وتمركزه وتعداده وتجهيزاته حتى يكون واضحا أمام المجاهدين ولا يتفاجؤوا به أثناء التنفيذ مما قد يسبب فشل العملية.

2. المعرفة الدقيقة بمنطقة التنفيذ ومحيطها وما تتمتع به من تضاريس برية وشوارع وأزقة ومداخل، ومناطق سيطرة العدو ومراكزه و… فهذا يساعد في وضع خطة عمل وخطة انسحاب مناسبة.

3. وضع الخطط البديلة للجزئيات الرئيسية في الخطة الأصلية كبداية التحرك من الموقع وطرق الوصول إلى موقع التنفيذ وطرق الانسحاب، وتطبق الخطة البديلة في حال حدث طارئ جعل من تنفيذ الخطة الأصلية أمرا غير ممكن كأن تحدث أخطاء عند المجاهدين أو تتعرض الخلية لعملية تطويق مفاجئ أو يصاب بعض المجاهدين أو كان الهدف مغايرا للمطلوب، والخطة البديلة تعمل على تأمين عودة المجاهدين بأمان وتمنع وقوعهم في الإرباك والاضطراب الذي كثيرا ما يؤدي إلى خطأ قاتل.

4. مراقبة الموقع والمنطقة ومعرفة الأخبار قبيل التنفيذ حتى لا يحصل ظرف مفاجئ يفسد العملية.

5. مناسبة التنفيذ مع الهدف ومع الظروف المحيطة، فمثلا اختيار السلاح المتناسب مع الهدف واللباس المتناسب مع طبيعة المكان وعدد المنفذين و…

6. عدم حمل أية أغراض جانبية (غير لازمة للمهمة) يمكن أن ترشد إلى هوية المنفذ كأن يترك المجاهد في جيبه قلما يمكن أن يسقط أثناء الانسحاب فتؤخذ عنه البصمات وتنكشف هوية صاحبه.

7. مسح البصمات عن كل ما سيتم استخدامه في العملية خصوصا الرصاص والمخازن والأسلحة، والتأكد من ذلك قبل الخروج لتنفيذ المهمة، والاحتفاظ بالقفازات على الأيدي طوال فترة التنفيذ حتى لا تنطبع البصمات من جديد، وإنه من الواضح أن الرصاص الفارغ سيبقى في أرض المواجهة ويمكن أخذ البصمات منه.

المرحلة الثانية: أثناء التنفيذ

1. اتخاذ اللباس المناسب لزمان ومكان العملية وأيضا لا يفصّل جسم المجاهد بحيث يمكن معرفته، والقناع الساتر للوجه.

2. مناداة المجاهدين بالأسماء الحركية فقط وفي جميع الظروف.

3. استخدام وثائق مزورة من قبيل تسجيل السيارة والهوية ورخصة القيادة.

4. اذا تطلبت العملية التنقل في السيارة فيتم اجتناب الشوارع العامة التي تم تثبيت كاميرات مراقبة فيها، فإن هذه الكاميرات متصلة بأجهزة العدو وهي تراقب الشوارع على مدار الساعة، ويمكن للعدو معرفة معلومات عن السيارة التي استقلها المجاهدون في العملية مثل: من أي منطقة انطلقت السيارة وخط السير.

5. اذا أصيب أحد المجاهدين في أرض المواجهة فعليه وإخوانه إزالة آثار الدماء حذرا من معرفة الشخص عبر فحص (DNA).

المرحلة الثالثة: بعد التنفيذ

1. الالتزام الدقيق بخطة الانسحاب المتفق عليها، وفي أحيان كثيرة يرتكب المجاهدون أخطاء في هذه المرحلة بالتحديد ويقعون في مصيدة العدو عاجلا أو آجلا.

2. عدم ترك أي آثار في الموقع يمكن أن تدل على المنفذين بطريق مباشر أو غير مباشر.

3. تطبيق الاجراءات الأمنية حال الانسحاب مثل الابقاء على القفازات في اليد واجراء كشف التعقب والهدوء وعدم الاضطراب.

4. اذا اضطر المجاهدون لترك أشياء في الموقع فإنه يجب عليهم أن يحرقوها (حرقا تاما) أو يفجروها.

5. متابعة الأخبار بعد العملية لمعرفة ردة فعل العدو والتطورات الحاصلة للتعامل مع أي جديد.  

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى