ثقافة

الروابط مع الأهل

أمن المطارد

يعلم رجال المخابرات بالعلم أن الإنسان بطبعه عاطفي وعاطفته هذه تدفعه للعمل بمقتضاها فتحركه للقاء بأهله والتواصل معهم لكي يطمئن عليهم ويطمئنوا عليه.

ولذلك فقد اجتهد العدو للتمسك بهذه الثغرة واستغلالها أبشع استغلال ووضع أهل المطارد تحت أعين الرقابة ليل نهار، ووظّف في ذلك عملاءه وأذنابه وقواته وما يملكه من أدوات وتقنيات حديثة كأجهزة ضبط ومراقبة هواتف ورصد ومتابعة، بل إنه عمد إلى إخضاع الأهل لضغوطات نفسية وجسدية لأكثر من مرة بالاعتقال تارة وبالتحقيق تارة أخرى وبالتهديد بالقتل لكثير من الشباب المقاوم.

عدة من الشباب المقاوم فوّت الفرصة على العدو ولم يسمح له بالإمساك به بل لم يسمح للعدو بمعرفة شيء عنه، ولكن مع ذلك لابد من ذكر تعليمات للتعامل مع الأهل حتى يتم الحفاظ على اتصال آمن بهم.

1. أول شيء وأهم شيء هو ألا يسمح المطارد لنفسه بلقاء أهله مدفوعا بعواطفه، وبعبارة أخرى: لا يسمح المطارد لعواطفه أن تحركه، فإن اتباع العاطفة يعني القاء التعليمات الأمنية إلى الخلف، بل يجب أن يضغط عليها ويتبع ارشادات عقله.

2. الابتعاد عن اللجوء للأقارب، حينما تتابع المخابرات شخصا فإنها تجمع حوله ما أمكنها من معلومات، ومن تلك المعلومات هم الأهل والأقارب، ولذلك لا يصح للمجاهد أن يستقر في بيت لقريب منه، بل ولا يعقد لقاءً بأهله مثلا في بيت أحد أقاربه لاحتمال انقضاض العدو عليهم في أي لحظة، ونفس الكلام يجري في بيوت الأصدقاء المقربين.  

3. لا يجعل أحدا من أهله واسطة بينه وبين الآخرين، لاحتمال أن يكون هذا الشخص مراقبا فيكون دليلا على المطارد.

4. اتخاذ واسطة بعيدة وغريبة عنه حتى ينجز له بعض المهمات ومنها الاتصال بالأهل، وهنا تبرز أهمية احتفاظ المجاهد بخيوط _رقيقة جدا وبعيدة وقديمة_ تربطه بأشخاص يثق بهم ولا يعرف أحد أصلا بعلاقة المجاهد بهؤلاء.

5. يحرص على عدم التردد على بيته ومنطقته والأماكن التي يتوقع العدو أن يتواجد فيها المجاهد، مثلا بعض المجاهدين يحب البحر فيتوقع العدو وجوده عند الشواطئ.

6. ترك التواصل المباشر مع الأهل والاكتفاء بتبادل الرسائل المكتوبة عبر الوسيط، وفي حال دعت الحاجة الضرورية إلى اللقاء المباشر بهم فيجب اتخاذ اجراءات أكثر صرامة للحفاظ على الاتصال الآمن:

أ. يحدد المجاهد للقاء نقطة ميتة لا ربط للمجاهد بها ولا لأهله، ويمكن أن تكون هذه النقطة هي نقطة في الصحراء أو مواقف سيارات أو مسجد أو…

ب. الوسيط هو يأتي بوسيلة نقل وينقل الأهل فيها إلى الموقع، ولابد أن يكون الوسيط خبيرا في كشف التتبع وفي تضليل عيون الرصد، مثلا يطول المسافة ويدخل في نقاط الضياع كالأسواق والشوارع المليئة بالسيارات والضجيج.

ج. يضع المجاهد عيونا في النقطة ومحيطها قبل وأثناء اللقاء، وبعد وصول الأهل للنقطة لابد من التمهل قليلا لاستكشاف المكان والتأكد من عدم تعقب أحد لهم.

د. لابد أن تبقى العيون يقظة حول النقطة حتى اذا حدث أي طارئ يتم اخبار المجاهد ويغادر النقطة بسرعة.

  • اذا اطمئن المجاهد للأمن في منطقته فيمكن له أن يزور بيته زيارة سريعة مع وجود مراقب لمحيط المنزل والمنطقة.
  • هذه الاجراءات تختلف شدة وضعفا باختلاف المجاهدين وأهميتهم لدى العدو.   
  • ستأتي تفاصيل أكثر في موضوع المقابلات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى