ثقافة

الروابط مع المجاهدين

أمن المطارد

العلاقة مع المجاهدين لها ضوابط يجب اتباعها لضمان استمرار العمل بعيدا عن أنظار العدو: 

أولا: الاقتصار على الروابط اللازمة للعمل:

تكوين الصداقات أمر محبوب للكثيرين، ولكن حينما يرتبط الأمر بالعمل الأمني فإن المعايير الشخصية لابد أن تتغير إلى معايير موضوعية، فتُبنى العلاقة بين المجاهدين على أساس الحاجة، إن كانت الحاجة تتم بارتباط ثلاثة مجاهدين فلا يجوز التعدي إلى أربعة، ولكن قد يسبب هذا النوع من العلاقات عند المجاهدين شعورا بالانفصال والتباين بين بعضهم البعض، لأنها مجرد وظيفة تزول بزوال العمل، فتفاديا لهذا الأمر يصبح من المهم تقوية الروابط من جهة أخرى، وذلك مثلا عبر التذكير بالهدف المشترك وهو نيل رضوان الله بنصرة المستضعفين وتحرير الأرض من الطغاة تمهيدا لدولة الامام المنتظر(عجل).  

ثانياً. استراتيجية الفرد الواحد(رجل بمجموعة):

الجيش العملاق يتشكل من عدة جيوش مصغرة، وتعتبر كل فرقة وما شابه عضوا واحدا في الجسم الكبير للجيش، ومن الطبيعي أن توجد قيادة ضخمة تحرك الجيش بحيث يكون كل عضو منسجم مع الآخر تماما ويعمل الجميع على تحقيق هدف واحد، يمكننا أن نطبق نفس الفكرة على المقاومة، قائد المجموعة أو الفرقة يمكنه أن يرسم عمل كل مجاهد ويعمل الجميع على تحقيق نفس الهدف، مثلا بعض العمليات تتفرع إلى عدة مهمات: مراقبة الهدف، تهيئة المعدات المناسبة لضرب الهدف، التنفيذ، الاسناد… يمكن إيكال كل مهمة إلى مجاهد واحد ويتم التنسيق بينهم من القائد، بل ربما يوجد مجاهد واحد يستطيع القيام بكل تلك المهمات منفردا، هذا الأسلوب من العمل لا يكشف مجاهدا لآخر ويحفظ الأمن.      

ثالثاً: عدم كشف الشخصية الحقيقية:

اذا ارتبط المجاهد بمجموعة ما فيلزمه أن يخفي شخصيته الحقيقية، وهذا الأمر وإن كان صعبا نحوا ما في البحرين بسبب الرقعة الجغرافية الصغيرة إلا أنه مهم جدا، فإن العدو لو اعتقل مجاهدا لن يتمكن من الوصول إلى غيره، أما لو كانت المجموعة من منطقة واحدة فإن اعتقال واحد منهم يعني انكشاف الباقين. 

رابعاً: الاسم الحركي:

من أساليب حفظ الهوية الشخصية اتخاذ اسم حركي للتعامل مع المجموعات والأشخاص الذين يتم الاتصال بهم.

ولزيادة الأمن وضمان عدم انكشاف الاسم الحقيقي يجب استعمال عدة أسماء، فمع كل مجموعة يكون للمجاهد اسم خاص لا يشترك مع أكثر من مجموعة به، وفائدة ذلك تكمن في أنه إذا حدث خلل كشف اسم المجاهد على المجموعتين أمام أجهزة الأمن فإنها لا تصل إلى نتيجة سليمة وحاسمة لكشف إحدى علاقاته مع باقي الأشخاص والمجموعات.

خامساً: البريد الميت:

يعمل البريد الميت بأشكاله على التقليل من الخطوط المفتوحة بين أطراف العمل الجهادي، والحد من كشف العاملين على بعضهم، وهذا بدوره يقلل من الخسائر التي قد تترتب على اعتقال أحدهم ويضع حدا لأي اعتراف قد يستجد فيتوقف عند البريد الميت دون أن يكشف ما بعده، وربما نتكلم لاحقا حول ضوابط البريد الميت بخصوصه.

سادسا: النقطة الميتة:

ونقصد بها محل الاجتماعات أو انطلاق العمليات، وتُهيئ بحيث لا يكون لأحد ربط بها، مثلا لا تكون منزلا خاصا بأحد المجاهدين، حتى لو قبض العدو على أحد المجاهدين واعترف على الموقع لا ينكشف بقية المجاهدين بانكشاف الموقع، وهنا تبرز أهمية الموقع الآمن وقد ذكرناه في حلقات مسبقة “الملجأ الآمن، الموقع الآمن”.

سابعاً: اخفاء الأعيان الشخصية:

سيارة خاصة، هاتف شخصي، هوية، عطر مميز، خاتم مميز، ساعة مميزة.. كلها أمور شخصية لا داعي لأن يكشفها المجاهد لغيره من المجاهدين حتى لا يحفظها ويعترف للعدو بها فتكون دليلا يمكن أن يصل العدو إلى المجاهد عبرها، مثلا يستطيع العدو أن يجمع خيوطا على المجاهد اذا استعمل عطرا وبقى أثره في مكان العمل.

ثامناً: ضبط الحديث:

يجب على المجاهد أن يترك الحديث عن الأمور الشخصية والأشياء التي يحبها والأصدقاء المقربين منه والأماكن التي يحب زيارتها أو يتردد عليها أو الملابس المعينة وكل ما يمكن أن يساعد العدو في اعطاء صورة عن المجاهد أو كشف هويته، وكل ما خرج من فم المجاهد فإنه يصير ملكا للجميع ولن ينساه الآخرون.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى