ثقافة

قطع الخيوط

أمن المطارد

الحرب الدائرة بين المجاهد والعدو حرب أمنية استخباراتية بالدرجة الأولى، وهذه ميزة بارزة في حرب العصابات التي تعتمد على الخفاء والكمن للعدو وتوجيه الضربات السريعة الموجعة له، ويسخر العدو فيها  كامل طاقته لتتبع آثار المجاهدين وتصيد أخطائهم حتى ينقض عليهم في ليل مظلم، وفي العادة يكون العدو هو المتفوق أمنيا واستخباراتيا وذلك لتوفر الدعم اللوجستي عنده من أجهزة المراقبة ومن الطاقات البشرية والعملاء، ولا يتورع عن ارتكاب السبل الخسيسة اللا أخلاقية للوصول إلى المجاهدين.

في المقابل يقف المجاهد بتقنياته المتواضعة، ولا يعني تفوق العدو لوجستيا أنه المنتصر، لا أبدا، بل للمجاهد أساليب_سنذكرها_تساعده على قطع الخيوط من ورائه، وبذلك يكون كالشبح بالنسبة للعدو، ولابد هنا من التأكيد على قاعدتين غاية في الأهمية تمثلان العمود الفقري لكل ما سيأتي:

1. راحة المجاهد على حساب أمنه، أي أن المجاهد كلما تساهل وركن إلى حب الراحة فإن ذلك سيكون على حساب أمنه وفي الأخير سيقع في قبضة العدو.

2. المعرفة على قدر الحاجة، أي معلومة_صغيرة وكبيرة_ داخل اطار العمل المقاوم لها أهمية خاصة ويجب كتمانها إلا لمن يحتاج إليها، وستكون كنزا ثمينا لو وقعت بأيدي مخابرات العدو.

قطع الخيوط الدالة على المجاهد يتلخص في قدرة المجاهد على انشاء علاقات واتصالات آمنة بالمجاهدين أو الأهل أو أي شخصيات أخرى بحيث يتمكن هو من الوصول إلى من يريد ولا يتمكن أحد من الوصول إليه لعدم وجود أي أثر يدل عليه.

وتارة يكون المجاهد مكشوفا لدى أجهزة العدو، فيجب أن يراعي أعلى درجات الحذر، وتارة لا يكون مكشوفا لهم، فيجب عليه أيضا أن يراعي التعليمات الأمنية بدقة حتى يحافظ على أمنه وأمن العمل المقاوم. 

وتفصيل ذلك يقتضي الكلام في ثلاثة محاور:

1. الروابط مع المجاهدين.

2. الروابط مع الأهل.

3. الاتصالات الالكترونية.    

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى