كتب اسلامية

كتاب بصائر عاشوراء – الجزء الأول

نبذة عن الكتاب

ليست قضية الإمام الحسين (ع) قضية محدودة وخاصة، بل هي أرحب مما يُتصورلتحمل هم كل مظلوم ومستضعف على وجه الأرض، وترفع كل راية من أجل الحرية، وتحارب كل صور التبعية لسلطة لا تكفل مجتمع الحق والحرية والعدل، وهـذا ما يفـسر الأثر الذي أحدثته في نفس المفكر المسـيحي أنطوان بارا حتى قال «لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين».

إن الإمام الحسين (ع) ليس مجـرد شعار، وإنما هو غاية وهـدف عظيم، وعنوان كبير لتنظيـم الواقع الديني والاجتماعي والســياسي والاقتصــادي في العالم.. فما أحوجنا اليوم إلى نوره ومنهجه لإعادة بناء الإنسان في المجتمع، ومن ثم النهوض بالمجتمع.

و في طريق هذا البناء نحن بحاجة إلى العمل على صياغة الوعي لدى الناس من خلال العودة إلى ثقافة عاشوراء و الانفتاح الواعي عليها، و ترسيخ التمسك بالقيم والحرية والاستقلالية والعزة و الكرامة في نفوس الناس بعيدا عن الهيمنة والانقياد والشعور بالضعف والعجز، ومن هنا تعتير صياغة الوعي من أعظم التحديات التي تواجه نهضة المجتمعات وانطلاقتها ويوضح القرآن الكريم أهمية الاستماع الواعي ودوره في صياغة الوعي حيث يقول ربنا عز وجل:{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر 17 – 18] ثم يركّـز القرآن الكريم بعد ذلــك على أهمية العقل والقلب السليم في استقبال الفكرة والتفاعل معها فيقول ربنا عز وجل:{لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة – 12] ويقول الإمام علي (ع) «إن هذه القلوب أوعية وخيرها أوعاها».

إننا نسعى من خلال هذه الوريقات للتزود بالرؤى والبصائر العاشورائية، ولفهم مضامين كـربلاء فهماً عميقاً عبر اسـتخلاص الدروس من هذه الثورة العظيمة، لنصل بمجتمعاتنا إلى بر الأمان، وننقذ الناس من براثن الجهل والضلال و الظلم.

ّإن ثورة الإمام الحسين (ع) سوف تبقى على مدى الأزمان صرخة الوعي الحاضرة والمعبرة والمؤثرة في قلوب الناس، لأنها مرتبطة بالحق والصدق، أما الباطل و فقاعات البعض “الزائفة” و”المخفية” و”المتلبسة” فلن تجد لها مكاناً لأنه “لا يصح إلا الصحيح”، و كما يـقول ربـنا عـز وجل:{فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ٱلْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْأَمْثَالَ} [الرعد 17].

تحميل الكتاب PDF

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى