ثقافة

المجاهد النموذجي

القادة العسكريون في أنظمة الإستكبار العالمي حينما يريدون توصيف قدراتهم العسكرية فإنهم يتبجحون بالقوة الصاروخية، والطيران المتطور، والبارجات والدبابات و.. بينما أحد قادة الحركات الإسلامية المقاومة يعتبر المجاهد هو أقوى وأخطر سلاح تمتلكه الحركة.

ولذلك فإن المجاهد النموذجي قادر بمفرده على إلحاق الهزيمة بمجموعة عسكرية مدججة بأسلحتها.

صفات المجاهد النموذجي

أولا: القربة لله (سبحانه وتعالى)

هذا هو الحبل المتين الذي يتصل به المجاهد بالسماء، فلا يرى لنفسه شيئًا، بل كل نصر أو هزيمة إنما هي بتقدير الله وعلمه بالمصلحة، وليعلم المجاهد أن الجهاد باب فتحه الله لخاصة أوليائه كما ورد عن أئمة أهل البيت(عليهم السلام) فمن الواجب حينئذٍ مراعاة هذه الكرامة الإلهية، بأن يكون المجاهد مخلصًا في عمله طالبًا القرب من الله متجنبًا الرياء وحب الظهور(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).

ثانياً: الإعتماد على الله (سبحانه وتعالى)

في كل صغيرة وكبيرة، وترسيخ الإعتقاد بأنه الوحيد الضار النافع، ولا يمكن تحقيق أي شيء إلا بإذنه، وفي المقابل ترسيخ الإعتقاد بأن غير الله لا يملك نفعًا ولا ضرًا، ولا يمكن الإعتماد عليه، طبعًا لا يلزم من هذا الكلام ترك الإستعانة بالأصدقاء والحلفاء، بل المشكلة في الإستعانة بالغير والإعتقاد بأنه القادر على المساعدة مستقلا عن الله.

ثالثاً: الصبر

تمر على المجاهد ظروف لا تمر على غيره من الناس، فهو يتحمل المطاردة وفراق الأهل والجوع والعطش والتعب والنوم في المقابر والمزارع والحر والبرد والترقب و.. ولا يمكن التكيف مع هذه الظروف إلا بالتحلي بملكة راسخة من الصبر، وإن الصابر يمتلك نفسًا طويلًا يمكنه من أداء مهامه بتركيز وأريحية فتتكلل عملياته بالنجاح، وتكون له فرصة كبيرة في الإختفاء عن أنظار العدو لأزمنة طويلة، بخلاف من لا يمتلك الصبر فإن الخوف والحذر يسيطر عليه فتفشل مهماته وتصدر منه أخطاء تكشفه للعدو.

رابعاً: الشجاعة

وهي ملكة تنمو مع المجاهد إذا عمل على تنميتها وتقويتها ببعض الممارسات في العمل الجهادي، فإن القليل من الناس يولد من بطن أمه وعنده ملكة الشجاعة والإقدام، ولذلك نرى الجيوش كثيرا ما تجري مناورات لكي تحافظ على القدرة القتالية للأفراد والمعدات الحربية، ولقد كان أمير المؤمنين(ع) سيد الشجعان والأبطال فكان إذا تقدم لا يتراجع وإذا هجم انهد العدو بين يديه، ولكن هذا لا يعني الإنفلات فإن بين الشجاعة والتهور خطوة واحدة، ومن علامات المتهور أنه يهجم من دون أي تخطيط وحساب للأضرار والنتائج في قبالها.   

خامساً: سرعة البديهة

أرض الميدان مليئة بالمفاجآت مما يتطلب من المجاهد التعامل السريع الذي يخلصه من المأزق في لحظات، وهذا يعتمد على خبرة المجاهد بأرض العمليات وعدم ارتباكه وثقته بنفسه.  

سادساً: اللياقة البدنية

طبيعة العمل الجهادي أنه شاق وقاسي، وذلك يحتاج إلى سلامة وقوة جسدية، وكلما كان المجاهد قوي البنية كان أقدر على أداء المهمات الجهادية بوجه أكمل، فلابد من ممارسة رياضة كمال الأجسام والجري الطويل والسباحة لمسافات بعيدة، وإن كان المجاهد بخلقته مستوي الجسم قوي البنية فممارسة الرياضات نور على نور.                  

سابعاً: المهارات القتالية

من خصائص حرب الشوارع أنه لا قوانين تضبطها، بل تعتمد على عنصر المباغتة والضربات الموجعة بخلاف الحرب الكلاسيكية، فقد يكون القتال بين مجموعتين في بيت واحد وقد يكون المقاوم في مواجهة دبابة وقد يصل إلى الإشتباك بالأيدي، من هنا ينبغي للمجاهد أن يتحلى بعدة مهارات قتالية تمكنه من القتال في مختلف الظروف، مهارة في استخدام مختلف الأسلحة من المسدس إلى الصاروخ أو على الأقل عدة أنواع من السلاح، ومهارة جسدية من كاراتيه أو تكواندو و… حتى لو حاول العدو أسره فإن له فرصة في التخلص منه والهرب.   

ثامناً: تعدد الخبرات

بعد إتقان المجاهد لأساسيات العمل الجهادي فمن الجيد أنه يمتلك خبرات تعينه في أداء المهمات، منها:

  • إتقان اللغة الإنجليزية مثلا، وإتقان لهجة بعض مناطق البحرين.
  • القدرة على قيادة سيارة وباص وشاحنة وطرّاد، ويفضل أن يكون برخصة قانونية رعايةً للساتر الأمني.
  • دورة في الإسعافات الأولية خصوصًا كيفية التعامل مع الجروح.
  • مهارة في استخدام الحبل والسكين وغيرها من الأمور البدائية.

تاسعاً: التفكير بعقلية العدو

من الأمور التي تساهم بشكل قوي في الإنتصار على العدو وتكبيده خسائر كبيرة هي الحدس بطريقة تفكيره وتكتيكاته وخططه، وهذا الحدس يحصل بعد المتابعة المتكررة والمستمرة لأفعال العدو وردود أفعاله وتحركاته، وبعدها يتم تحليل هذه المعطيات وقراءتها بدقة والربط بينها واستخراج النتائج، ثم رسم السيناريوهات المحتملة لتحركات العدو والإستعداد له بشكل جيد.  

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى