ثقافة

كيف تحصل المطاردة؟

أمن المطارد

بمجرد أن يدخل الفرد في العمل الجهادي فإن عليه أن يوّطن نفسه على أن أمره قد يُكشف، وأنه قد ينضم إلى قوائم المطاردين أو المعتقلين أو حتى الشهداء.

وعادة ما ينكشف أمر المجاهد من إحدى الثغرات التالية:

  1. اعتقال أحد أفراد الخلية وتعذيبه حتى يعترف على شركائه في العمل الجهادي، وبالتالي تنكشف الأسماء والأوراق للعدو، وهذا الأسلوب هو الأبرز والأكثر نجاحا عند العدو الخليفي في كشف المجاهدين.
  2. العملاء والجواسيس الذين لا يألون جهدا في ملاحقة المجاهدين والتجسس عليهم، ومحاولة معرفة دورهم في العمل المقاوم.
  3. المصادفة التي قد توقع المجاهد بين أنياب عدوه دون أن يحسب لها حسابا.

وفي جميع هذه الحالات قد ينكشف أمر المجاهد بلا أي تقصير منه، وفي بعض الأحيان ينكشف أمره بتقصير منه أو تقصير من بعض المجاهدين بسبب عدم رعاية الإحتياطات الأمنية والتساهل.

بعدما يحصل العدو على أبسط معلومة (سواء كانت مؤكدة أم محتملة) عن مجاهد معين تفيد ارتباطه بأي شكل من أشكال المقاومة فإن العدو عبر جهاز المخابرات والأمن الوطني يضعه على قائمة الاستهداف، وتبدأ عملية المراقبة والرصد، يتم رصد تحركات المجاهد ومعرفة النقاط التي يتردد عليها، والأشخاص الذين يكثر من زيارتهم، وتتم مراقبة خط هاتفه والاتصالات التي يجريها وصولاً إلى الانقضاض عليه واعتقاله وكشف خيوط الخلية أو حتى اغتياله والإجهاز عليه.

بقدر ما يتمكن المجاهد من ضبط الثغرات التي قد توصل المخابرات إلى أي معلومة عنه، وتجفيف موارد هذه المعلومات فإنه يقدر على حفظ نفسه وحفظ بقية المجاهدين بعيدًا عن الاستهداف.

من هنا تبرز ضرورة بقاء المجاهد يقظاً واعيًا لما يدور حوله من عمليات اعتقال أو مداهمات أو تحركات مريبة للعدو في المنطقة، فإنه بذلك يستطيع أن يحدس بقرب اعتقاله أو استهدافه.

المجاهد (أ.أ) كان يستشعر مراقبة العدو لتحركاته ورصده بأعين المخابرات لأكثر من شهرين، ولكنه لم يكن يمتلك أساليب تمويه العدو وإبعاده عن المجموعة الحقيقية المقاومة، إلى أن استكمل العدو جمع المعلومات وربط الخيوط من عدة مناطق في البحرين واعتقل أفراد الخلية ومن يشتبه بارتباطه بها. 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى