مقالات

الشهيد رضا،، القائد المؤسس

  • الكاتب: أ.م ، قيادي بالمقاومة الإسلامية في البحرين

مؤسس للعمل المقاوم

الشهيد رضا ليس منخرط فقط في العمل المقاوم، فهو من مؤسسي العمل المقاوم في البحرين، ومبتكر للعمل المقاوم ، وكانت له نقلات نوعية في المقاومة وهي غير ظاهرة للناس، فالظاهر هو عمليات تحرره من السجن فقط، وكانت افكاره إبداعية ومؤذية للنظام.

المتمرد والمنظّم والشجاع

رضا متمرد في الأفكار، ولكن عمله تنظيمي، ولا يتمرد على أي جهة يعمل فيها او طريقة العمل، فالتمرد عادة هو الخروج عن التنظيم أو الاتفاق، وهو ليس من هذا النوع ، وفي عملية التحرر الأخيرة عرض الفكرة على بعض الأخوة وقالوا له: هذا جنون ومخاطرة ولن تنجح، لكن كان له رأي آخر.

هو شجاع وليس متهور، والدليل على أنه ليس متهور أنه ألغى (أجّل) العملية الأخيرة لـ 5 مرات، وألغى عمليات كثيرة بسبب وجود ثغرة أو أمور غير واضحة.

التواضع ونكران الذات

رضا لعب كل الأدوار ولم ينسب لنفسه أي منصب .. في عملية سيوف الثأر.. هو كان المخطط والقائد، ولكنه لعب دور الجندي، وفي كل الأمور هو لعب دور الجندي وجعل نفسه أبسط واحد بين الشباب وحتى في كلامه نسب كل شيء للشباب رغم أنه لعب دور الجندي والقائد والداعم .. فهو متواضع.

الإيثار

خلال عملية إخراجهم من البحرين، تم إخبار رضا بأن عليه الخروج مع أول دفعة تخرج من البلاد، وقيل له لأنك على رأس قائمة التصفية، لكنه رفض رفضًا قاطعًا.

في عملية الخروج الأولى كان العدد معينا،  فقال رضا: لا أستطيع أن أخرج مع الشباب الذين حررونا فقط.. لابد أن نكون أكثر.

رضا اقتنع إلى حد كبير بأن خروجه سيكون فاتحة خيار للناس وللمقاومة وهزيمة للنظام، وبأنه مستهدف وأنه ستتم تصفيته .. فقام رضا بالاجتماع بالشباب .. وأخبرهم بالموضوع .. الشباب أحبطوا لأنهم كانوا يحسون بالأمان مع رضا .. لمعرفتهم بأن رضا يملك الحس الأمني والشجاعة والدقة والتخطيط بالدرجة الأولى، فلما أحسّ رضا بارتباكهم رفض الخروج في أول دفعه.

رضا مع الضباط والمرتزقة

كان يستصغرهم بشكل كبير جدًا، ويعتبرهم لا شيء، حتى أنه لما تم محاولة تجنيد شاب من بني جمرة لمراقبته، وتم إمداده بالأموال، وعرضوا عليه منزل وسيارة ووظيفة، ذهب هذا الشخص لرضا وأخبره بأن ضابط يريد تجنيده لمراقبته، فرد عليه رضا: جيد، راقبني، وخذ عنوان المنزل، واطمئن، فهؤلاء لا يستطيعون إيجادي، لأنني أعرفهم جيدًا، وأعرف أسلوبهم، فلقد كان رضا يستصغر أزلام النظام، ولا يعطيهم حجم أو أي أهمية.

معنويات رضا داخل السجن

كان جسد رضا داخل السجن وروحه خارجه، وحسب النقل من الشباب فإن رضا كان يفكر طوال الوقت كيف يخرج من السجن، وكان يملك خيارات عديدة للهرب لوحده، ولكن كان يؤجل الهروب، لكي يخرج معه عدد أكبر من الشباب المحكومين، فكان لا يعطي أهمية للأحكام التي تتوالى عليه. كان رضا يفكر في عملية جنونية، وهي إخراج أكثر من 100 أسير، ولكن القدرة حينها لم تكن متوفرة، والخيرة لم تكن جيدة للمضي في هذا الأمر.

ختم حياته بنداء “يازهراء”

علاقته بالله واضحة، ففي كل خطوة كان يستخير الله، وهو مواظب على قراءة القرآن، ولما تناقشه كان دائمًا يستدل بالآيات القرآنية بالإضافة لأحاديث أهل البيت(ع)، ولو لم تكن عارفًا بأن المتكلم رضا الغسرة (سائق الشاحنة) فستقول بأن هذا الشخص دارس في الحوزة العلمية.

وأما بالنسبة لعلاقته بأهل البيت(ع)، فإن رضا كان متعلقًا بشكل كبير بالسيدة فاطمة الزهراء(ع)، وفي كل دعاء يذكر اسم السيدة الزهراء(ع)، وبيان عملية سيوف الثأر قد بدأه بذكر السيدة الزهراء(ع) كما هو موثق في الفيديو وختم حياته بنداء “يا زهراء”.

المربي والمدرّب

رضا بنى نموذجًا وهم الشباب الذين حرروه من السجن، وقال رضا بأن هؤلاء الشباب مذ كان عمرهم 16 عامًا قد أعددتهم، وكنت أبث فيهم روح التمرد على النظام، وأعطيهم دروس عن ثورة الإمام الخميني،  وحتى عن الثورات غير الإسلامية (مثل جيفارا).

نموذج للجيل القادم

إذا كنا نريد أن نخلق مثل رضا الغسرة فلابد أن نتوجه لهذا الجيل،علينا أن نولد رضا، ونصنع رضا، وعلينا العمل على الجيل الصغير من خلال عقد الدروس الدينية في المساجد والنوادي وغيرها. نريد بناء جيل وليس بناء شخص، كما كان يطمح رضا.

نستطيع أن نقول بأن رضا هو شهيد ونبكي عليه، ونستطيع أن نحبّب الناس في رضا وخطه، إننا اليوم نوضح للناس وللجيل الجديد أن هذا الخط هو خط جميل وسعادة، وليس خط خوف وليس خط شخص خرج وأطلقوا عليه الرصاص، علينا الاستفادة من حياة رضا الغسرة القصيرة. رضا كان طموحه الشهادة ولكن بعد أن يراوغ هذا النظام ويذله ويهزمه، وقد استطاع فعل هذا الأمر.

النموذج الذي يطمح له الشهيد رضا

رضا كان يطمح بالوصول بالعمل المقاوم لمستوى المقاومة في العراق، كان يطمح نقل تجربة المقاومة في العراق إلى البحرين، كان كثير التعلق بعمليات كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء ونقل تجربتيهما للبحرين.

كان لديه مشروع اسمه “البنيان المرصوص”، لم يكتب له أن يكتمل، وملخص المشروع: العمل على جيل 16 عام واحتضانهم وبث روح التمرد على النظام، وتحجيم النظام في أعين هؤلاء الشباب، وإعدادهم، وتوجيههم بالطريقة الصحيحة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى